شَرَدَ حَمَلٌ صَغِيرٌ عن القطيعِ، وبينما هو سائرٌ في طريقِه إِذْ رَآهُ ذئبٌ جائعٌ. ولَمَّا كانَ الْحَمَلُ وحيداً، عزمَ الذئبُ على ألا يعاملَه بعنفٍ، بلْ يستعملَ معه اللينَ والحجةَ والحيلةَ؛ حتى يقنعَه بحقِّه في الانقضاضِ عليه والتهامِه. فأوقفَه ليتحدثَ إِلَيْهِ، وقالَ له: "أَيُّهَا الْحَمَلُ، في العامِ الماضي نالني منكَ شتمٌ وإهانةٌ." فقالَ الْحَمَلُ في ثغاءٍ حزينٍ "ولكنني -يا سيدي الذئب- لم أكنْ قد وُلِدْتُ العامَ الماضي". فقالَ الذئبُ: "نعم، نعم، ولكنك تأكلُ العشبَ من مرعايَ الأخضرَ دونَ إذنٍ مِنِّي". فقال الْحَمَلُ: "لا يا سيدي الطيب، لا شك أنك مخطئٌ؛ فأنا لم أَذُقْ طعمَ العشبِ حتى هذهِ الساعةِ؛ لأنِّي لا أستطيعُ المضغَ، ولم أُفْطَمْ بعد." فقالَ الذئبُ: "حسناً، إنك تشربُ من بئرِي." فردَّ الْحَمَلُ قائلاً: "إني لم أقربْ الماءَ في حياتي قَطّ، بل أعيشُ على لبنِ أمي، فأنا ما زلتُ حملاً رضيعاً ". وعندها هجمَ عليه الذئبُ، وأكلَهُ، وهو يقولُ بعدَ أَنْ أَعْيَتْهُ الْحِيَلُ: "على الرغمِ من أنَّك رَدَدْتَ عليَّ حُجَجِي كُلَّهَا، إلا أنه لا بد لي أَنْ آكلَ لأعيش."
سبحان ربك كيف يلتذ امرؤ
بالعيش وهو بنفسه مطلوب
بالعيش وهو بنفسه مطلوب
لله درّه من حاكم حكيم ترعرع في بيت حكماء!
تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جحا يحكم المدينة