04 فبراير 2011

شرقيات..

 فَلاَّحُو وادي (ويتشوان)
 لي يو- مَي ياوتشين - وانج وي- ويانج كسيو- سو شي-هان يو

لي يو...

إمرأة سماوية مَسْجُونة في القصر
ِ في تَلِّ (بينجلي)
الكُلّ صامت
وهي تنَامُ في النهار
في حجرتها الملونة
شَعرها اللمّاع ينتشر
مثل غيمة على الوسادةِ
ملابسها المطّرزة تَحْملُ عطرا ساحرا
أَجيءُ سرَّاً
لأضع وأعيد صندوق اللؤلؤ
وراء الشاشةَ الفضّيةَ
مسحورة مِنْ حلمِها
وجهها المبتسم يَفِيضُ بالنعمةِ
نُحدّقُ في بعضنا البعض
بالحبِّ اللامتناه
بيت ريفي

مَي ياوتشين ...


يصيح الديك ثلاث مراتِ
السماء خفيفة تقريباً
شخص ما يضع صحون الرز
سويّة مع أقداح الشاي
بشوق شديد
يُسرعُ الفلاحون لبَدْء الحِراثَة مبكراً
أَسْحبُ درفةَ الصفصاف جانبا
وأُحدّقُ في نجم الصباحِ
كتابة حُزنِي
أَخذتْ السماءُ زوجتُي
الآن أَخذتْ إبنَي أيضاً
عيوني لم تجف بعد
قلبُي يشتهي الموت فقط
المطر يَسْقطُ ويتغلغل في الأرض
لؤلؤة تغرق في أعماقِ المحيط
أغطس في البحر
يمكنك أن تبحث عن اللؤلؤة
احفر في الأرضِ
يمكنك أَنْ تَرى الماءَ
الناسُ فقط يعودون إلى المصدرِ ـ تحت
طوال الزمن ، هذا ما نعرفه
أمسك صدري
لمن يمكنني أن أعود اليه ...؟!
هزيل ، شبح في المرآةِ



وانج وي...

هناك غيمة خفيفة
ورذاذ حول السُرادق
في الساحةِ المُظلمةِ
متعبا
أَفْتحُ البوابة
أَجْلسُ
وأَنْظرُ إلى لونِ الطحلب الأخضر
جاهزا لملابس الناس
الشمس والمطر
هذا الصباحِِ
كان هناك شمسُ ومطرُ
الأرضَ معطّرة
لكن أقدامَي قذرة
بيتي ما بعد حافةِ الغيومِ
يَجِبُ أَنْ يكونَ للأجنبي
قلب سعيد


ويانج كسيو...

مركب خفيف بالمجاذيفِ القصيرةِ ـ
البحيرة الغربية رائعة
منحنى لطيف في الماءِ الأخضرِ
العشب المعطّرعلى طول المانع الأرضي
الصوت الخافت للأنابيبِ وللأغنية
يتبعني في كل مكان
بدون ريح
سطح الماء يرقد ناعما كالصقيلِ
لم أُلاحظ عبور المراكب
حركاتُ صغيرة جداً تحدث موجات
طيور سحرية تنهض من الرمل
وتَرْعى على الضفة
أحلم بروجتي المتوفية


سو شي...

عشْرة سَنَواتِ غير محدودةِ الآن
تفصل الأحياء عن الأموات
مَا فكّرتُ بها في أغلب الأحيان
لكني لا أستطيع النسيان
قبرها الوحيد على بعد ألف (لي)
لا أَستطيعُ أن أقول أين ترقد زوجتي باردة
لن نَستطيع أَن ْنميز بعضنا بعضا
وان إجتمعنَا ثانيةً
وجهي مغطى تقريبا بالكامل بالغبار
معابدي زجّجتْ بالصقيعِ
في أعماق الليل
حلم مفاجئ يُرجعُني إلى وطنِي
تَجْلسُ أمام نافذة صغيرة
نَنْظرُ إلى بعضنا بعضا
دون أن نتفوه بكلمة
والآن ألف دمعة تتدفق
يَجِبُ أَنْ أَقْبلَ بأنّ كُلّ سَنَة
علي أن أُفكّرُ بذلك المكانِ المفجعِ
حيث يَسْطعُ القمرَ في الليلِ
وصنوبرات عارية تحرس القبر


هان يو

كُلّ النباتاتَ تَعْرفُ
بأنّ الربيعِ سَيَعُودُ قريباً
كُلّ أنواع الأحمرِ والإرجوانيِ
في تنافس في الجمال
زهرة شجرةَ الحور وبذورَ الدردارِ
بلا جمال
فقط يَمْلأونَ السماءَ بالطيرانِ مثل الثلجِ
أسلّي نفسي



وحتي لاننسي الفلاح السابع..بِبو جيي

العشب يَنتشرُ عبر السهلِ
كُلّ سَنَة يَمُوتُ، ثمّ يَزدهرُ ثانيةً
يحترق بنيرانِ المرجِ
لكن لا يتحطم
حين تهب الرياح الربيعية
تعيده للحياة
رائحتَه تَغْزو الطريقَ القديم
يَجتاحُ أخضرُه الزمرّديُ البلدة المتهالكة
مرة أخرى
أَرى صديقَي النبيل يُغادرُ
أَجِدُ نفسي مزدحما بالكامل
بمشاعر الفراق

ما أشبهَ الحياةَ
بِطائِرِ الإِوَزّ
يَهْبِطُ فَوْقَ الثَّلْجِ
ويَخْتَفِي
مُخَلِّفاً آثارَ أقْدامِه.


في المساء ،
رأيتها ممددة على جنبها الأيسر ، ترضع جراءها
.
عيناها – لون العسل
مفتوحتان .
والجراء الخمسة ترضع الحليب من الضرع وتتناوش بالمخالب الصغيرة
.
والكلبة نائمة على جنبها الأيسر
.
كلبتنا التي لم تعرف اسما، والتي تسبق كل
يوم والدي إلى الحقل، ولا تعود إلا في المساء.
تنبح على الغريب
.
وتفرح
بالصديق .
وتسهر قدام زريبة الحيوانات
.
شتاء السنة وصيفها
.

في
الصباح
رأيتها ممدة على جنبها الأيسر ترضع جراءها
.
ورأيت كدسا من الذباب
الأخضر يحوم حولها .
اقتربت منها
.
ورفعت جروا
.
سال الحليب من بين شدقيه ،
وهر.
تركته يسقط، فعاد إلى الثدي يمتص منه الحليب .
وعدت أرفعه، فعاد الحليب
يسيل من بين شدقيه ...وطن الذباب الأخضر ،
وحط على الكلبة الميتة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جحا يحكم المدينة