“سوف توفر المسيحية عبر استثمارها للوسائل
الفلسفية اليونانية على امتداد خمسة عشر قرنا الشروط الضرورية للقبول بالواقع كما هو
إلى درجة إثبات إمكانية تغير المرء واستحالة تغير نظام العالم حسب ديكارت وإلى درجة
التأكيد الحرفي للواقع عند هيجل بأن كل ما هو واقعي عقلاني. ورغم الظاهر، فإن نيتشه
ينتمي إلى الكون ذاته المتسم أساسا بلاهوتيته واقتقاره إلى الطابع السياسي والنقدي
حين يعلن براءة ما يأتي. والشأن نفسه بالنسبة لهيدغر الذي يقدم التاريخ باعتباره ارتقاء
بالكائن وتوجيها له وبواسطته. ينبغي أن نضع حدا لهذا الاحترام الكهنوتي الأكاديمي والأدبي.
ويلزم في السياق ذاته الحديث عن هذا الزهري الموجود الذي يعصف بهذه الأسرة التي يبدو
جليا أن نصف أعضائها يعانون من شلل تام، ينبغي أن نشد أذن الهيجلي والثيولوجي والنيتشوي
وأن نقودهم إلى كوليما وأوشويتز أو داخل مستشفى روسي للأمراض العصبية أو داخل غرف تعذيب
الشرطة الأرجنتينية وأن نطلب منهم أن يفسروا جهارا ودون تعبيرات ملتوية معاني تعبيرات
من قبيل: كل سلطة مصدرها الرب، كل ما هو واقعي عقلاني، براءة ما يأتي أو الروح غير
المبالية حيال الأشياء..”
Cornelius Castoriadis - intellectuals and history
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
جحا يحكم المدينة